إن
موقع اتّحاد فلاسفة العرب الذي يقدم الكثير من المعارف العلميّة ويساهم في التّعارف
بين الفلاسفة من جميع الأماكن بإشراف الدكتور (محمد حجازي) لمعرفة ما لدى الآخرين
من معارف ومعلومات وفهم جديد والاستفادة من كِبار الفلاسفة العرب من معلومات تغذي
الروح، وغير ذلك من الفوائد التي تحصل من خلال موقع فلاسفة العرب إذا أعطيت حقها
في الاهتمام والتشجيع على المتابعة في الحوارات وإقامة المؤتمرات الافتراضية التي
ترفع من قيمة هذه الصفحة العلمية.
وقد كنت من إحدى الباحثات التي شاركت في المؤتمر
الأول الافتراضي المعنون (الفلسفة للأطفال) ببحث قدم لهذا المؤتمر بعنوان (دور
الفلسفة في تنمية مهارات التفكير والإبداع لدى الأطفال)، وقد انتفعت كثيراً من
خلال المشاركة العلميّة بالمعارف والخبرات واكتساب التّجارب، واللقاء الباحثين من
أنحاء الدول العربية، وهذا أمر عظيم لا يمكن التقليل من أهميته، وقد أحببتُ باب
الحوار والنقاش حول بعض الموضوعات المقدمة لهذا المؤتمر، ومحاولة إيجاد طرق حديثة
لتعليم الأطفال التفلسف والدفع بهم حول التأمل والتفكير، وتعليمهم الحوار والنقاش
وعدم التعصب للآراء.
أيضاً من خلال متابعتي لبعض المواضيع التي
تناولها الدكتور محمد حجازي منها (واقع الفلسفة في الثانوية) الذي أقامهُ
مع تلاميذ البكالوريا في تونس ولبنان والجزائر وموريتنا والمغرب وليبيا مع الأستاذة
نجاة ارحومه، عن طبيعة منهج الفلسفة، وكيف يرى التّلاميذ الثانوي مادّة الفلسفة من
ناحية سهولتها وصعوبتها، وكذلك عن طبيعة الأسئلة التي توضع لشهادة الثانوية في
مادة الفلسفة، إلى جانب كيفية يستقبل التلاميذ مادة الفلسفة في الثانوية لأول مرة،
إلى جانب بعض الأسئلة التي تخص أستاذة المادة الذي يدرس مادة الفلسفة ومؤهله.
كذلك اللقاء الحواري بعنوان (الفلسفة كما
نتمنى) الذي أقامه الدكتور محمد حجازي مع الأستاذ الدكتور (على عبد الهادي
المرهج) رئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب عبر تطبيق zoom، والذي شارك فيه نخبة من
المختصين في الفلسفة والمهتمين فيها، عن واقع الفلسفة الراهن والدِّراسات الفلسفية
وهموم المشتغلين فيها وبعض التّجارب الفلسفية، حيث ناقش موضوع الصورة المغلوطة عن
الفلسفة، وماهي الفلسفة، وأقسام الفلسفة، وطرق الاطلاع على الفلسفة، ومهمة الفلسفة
ومهمة الفيلسوف، ونظرة الناس للفيلسوف على أنه يعيش في برج عاجي.
كما وضح اللقاء دور الأنظمة السياسية في الإساءة
للفلسفة ومنع تدريس الفلسفة، أيضاً عرض هذا اللقاء بعض الفلاسفة الذين حركوا ركود
الفلسفة، وناقشوا علاقة الفلسفة بالحياة اليومية واحتياجها في عصرنا الراهن، منهم:
عبد الرحمن بدوي، أميرة حلمي مطر، مجاهد عبد المنعم مجاهد، عزمي إسلام، زكي نجيب محمود،
فؤاد زكريا، محمد عابد الجابري، محمد أركون، الطيب تزيني..... وغيرهم من الفلاسفة
والمفكرين المعاصرين، وكيف يمكن للفلسفة تجعلنا نعيش في السّعادة الدائمة، ووضع الفلسفة
في الوطن العربي اليوم وفعاليتها، ونظرة الناس إلى الفلسفة، وما يحتاجه الناس البسطاء
من الفلاسفة، وعلاقة الفلسفة بالعلوم الأخرى، وقد ختم اللقاء ببعض التوصيات وهي
تقريب الدّرس الفلسفي بالواقع لفهمه لدى المتعلمين وعمومية الناس، وكذلك رسالة
موجهة للسياسيين بعدم الضغط على اساتذة
الفلسفة.
والكثير من البرامج التي
احببتُها واحببتُ اللقاءات والحوارات والنقاشات والمعلومات القيمة التي استفتوا
منها من كبار أساتذة الفلاسفة والمشتغلين بدريسها، إلى جانب برنامج استدعاء العديد
من الشخصيات الفكرية المؤثرة عبر تاريخ الفكر وهو برنامج رائع جداً للاستفادة
وتجربة فريدة من نوعها.
غير أنه لفت نظري في هذه
الصفحة العلمية بعض السلبيات والإيجابيات التي أرجو أن يسعى الدكتور محمد حجازي
المشرف على هذه الصفحة ومساعديه لتلافيها، ومحاولة الارتقاء بصفحة اتحاد الفلاسفة
العربي لتصبح صفحة عالمية وحتى تؤتي ثمارها حقاً ولاسيما أنها مثل هذه الصفحات
تحتاج إلى جهد كبير في المراسلات وتحديد مواعيد اللقاءات، وينفق عليها مبالغ مالي
لغرض التواصل عبر الإنترنت الذي يحتاج بأن يكون دائماً مفتوح ومتواصل .
فمن تلك السلبيات هي :
1 ـ عنوان الصفحة وهي (اتحاد فلاسفة العرب): فالعنوان يقتصر على
الفلاسفة العرب دون مشاركة من الدول
الغربية الأخرى للتعرف على أهم الفلاسفة الغربين إلى جانب العرب، فلو كان عنوان
الصفحة (اتحاد الفلاسفة) فربما ساهم هذا العنوان في دخول فلاسفة غربين للحوار
معهم؛ والتعرف على أفكارهم الجديدة والاستفادة من معلوماتهم الفلسفية وطرق تدريسهم
الحديثة للفلسفة، لأن الغرب لهم اهتمام أكثر بالفلسفة إلى درجة التّقديس والتّفضيل
من بين العلوم.
2 ـ عدم اعطاء للموضوع حقه: حيثُ أن بعض الموضوعات التي تطرح للحوار
والنقاش من خلال هذه الصفحة أي (اتحاد فلاسفة العرب) لا يُعطيها حقَّها من الرعاية
والفهم الجيد، فيسلق المحاور أسئلة أخرى دون التّوضيح الجيد، ويتجاوز معاقد كثيرة
تحتاج للحوار والفهم، فكان الأجدر هو إرضاء المتابع للموضوع من خلال الفهم وعدم
الاستعجال في طرح الأسئلة تلو الأخرى ، لأن بعض المواضيع المطروحة يمكن الاستفادة
منها في دراسة بحث معين وتأصيل الموضوع.
3 ـ عدم وجود مجلة علمية : حيث أن المواضيع التي تطرح في اتحاد فلاسفة
العرب مواضيع قيمة وتحتاج للصياغة والنشر لاستفادة منها في البحوث العلمية، إلى
جانب محبي القراءة والاطلاع، ووجود مجلة علمية خاصة باتحاد فلاسفة العرب تساعد في
تطوير البحث الفلسفي العلمي، وتطرح بعض الأفكار الجيدة التي تساهم في ترسيخ
الفلسفة وفهمها.
4 ـ ضيق الوقت: وهي من أبرز السلبيات حيث الوقت المحدد للموضوع
والحوار فيه لا يتوافق مع الزمن المخصص
للحوار، ويعطى لكل محاور ومناقش حقه في المناقشة، وخاصةً في المؤتمر الخاص
(بالفلسفة للأطفال)، فقد كان الوقت المخصص لعرض البحث قليل ، وكذلك عند عرض
النقاشات والحوارات التي تعد هي الثمرة المهمة في المؤتمرات العلمية، حيث إنها تعد
فرصة نادرة لالتقاء الباحثين ونقاشهم في المواضيع الفلسفية القيمة.
5 ـ عدم الاتصال الجيد ( الإنترنت): فبعض الأحيان الاتصال المباشر يقل جودته، مما يسبب
في عدم سماع المحاورين وذلك بانقطاع الصوت وتشويش الصورة وعدم وضوحها، حيث أنه
يكون العرض عبر الإنترنت لا يعمل بشكل جيد ولا مقبول، ويقع الخلل فيه اكثر من مرة،
لذلك انصح أن يكون هناك أنترنت قوى وجديد عند البث المباشر ووجود مساعد فني يقلل
من حدوث هذه الأمور.
أما الجانب الإيجابيات في اتحاد فلاسفة العرب هي:
1 ـ تساهم اتحاد فلاسفة العرب في فتح باب الحوار والنقاش مع المشتغلين
بالفلسفة وطرح الموضوعات ذات فائدة يستفيد منها كل القائمين على دراسة الفلسفة،
إلى جانب تبادل الخبرات من خلال طرح الموضوعات الفلسفية.
2 ـ يساهم في معرفة المشاكل التي تواجه المشتغلين بالفلسفة، وتهميشهم وخاصةً
من الناحية السياسيين والدنيين، والتي تمنع الفكر الفلسفي من التقدم.
3 ـ يشجع اتحاد فلاسفة العرب على أهمية الفكر في عملية التنمية التي
تنشدها أغلب البلدان العربية، والنهوض والارتقاء.
4 ـ ساهم في عقد المؤتمرات والندوات للارتقاء بالفكر الفلسفي، وللوصول
إلى بعض الحلول في الموضوعات المطروحة،
ومعرفة ما لدى الآخرين حول العالم العربي من العلم والفهم الجديد والتعرف
على الخبرات واكتساب التجارب.
5 ـ ساهم تطوير الأفكار ودعمها مثل فكرة الفلسفة للأطفال التي وجدت
صدى كبير في الدول العربية، إلى جانب تشجيع على الدُّروس الفلسفية في الثانويات
والجامعات.
وفي الختام أتمنى أن يكون ما كتبته قد نال
إعجابكم، وألا يكون فيه ما يقلل من قيمة وأهمية اتحاد فلاسفة العرب، كما أهنئ
العقل الذي ساهم وفكر حتى خرج بهذه الفكرة الرائعة التي ساهمت في التّعرف
بالفلاسفة جمعهم في صفحة واحدة ليظهروا أفكارهم،
وتجعلهم متحاورين ومناقشين في موضوعات فلسفية قيمة، وأخيراً اتوجه بالشكر للدكتور (محمد حجازي) واتمنى أن
يفتح لنا باب من الموضوعات الهامة التي تحوز على اهتمام مختلف شرائح المجتمع .