الوجود بين العالم المثالي والعالم الافتراضي
دراسة مقارنة بين أفلاطون ومارك
د. سهام أحمد الاريبع
محاضر بكلية الآداب، الجامعة الأسمرية الإسلامية
ملخص :
يقسم أفلاطون الوجود إلى مرتبتين الأولى هي
عالم المثل وهو العالم المطلق والذي عنه صدرت الأشياء وإليه تعود ، والثانية هي
عالم الواقع أو الحس الذي هو عبارة عن نسخ ناقصة عن المثال ،دائما ما تريد
الكائنات في عالم الحس بلوغ المثل لأنه هو الأصل الذي انبثقت منه. ومع أنه احدث
ثنائية وشرخ الوجود إلى عالمين ،إلا أنه يرجع في نهاية المطاف إلى عالم واحد وهو
عالم المثل ، إذا الوجود عنده هو المثال
أو عالم المثل، بالمقابل فإن العالم الافتراضي الذي أنشأه مارك والذي أثار نقلة نوعية وثورة رقمية
كبيرة في العالم الحالي يعد تطبيق للعالم المثالي الذي تحدث عنه أفلاطون ، وتجسيد
لأسطورة الكهف أيضا، في محاولة بسيطة من الباحثة لتقريب الصورة الفكرية بين
العالمين وإن اختلفت في بعض الأحيان نتيجة اختلاف التطور العلمي في عهد كل من
العالمين( المثالي والافتراضي) وهذا ما
تسعى هذه الدراسة إلى ايضاحه.
الكلمات المفتاحية: أفلاطون ، مارك، العالم
المثالي، العالم الافتراضي، العالم الواقعي.
المقدمة:
لقد حاول الفلاسفة الأوائل معرفة أصل الوجود
منذ بداية التفكير الفلسفي ، ولأن العقل الفلسفي دائما في تطور كان أفلاطون من بين
هؤلاء الفلاسفة الذين حاولوا البحث عن أصل الوجود من خلال أفكاره المتجددة التي
تأبى التقليد، لأنه بحث عن المعنى الحقيقي للوجود، أي عن معنى ما يوجد واقعيا،
فأبدع فكرا جديدا يحتذي به من جاء بعده من الفلاسفة الذين تأثروا بفلسفته عن
الوجود، لذلك وجب أن نعرف من أين نبعت فكرة الوجود عنده، ثم وجب المقارنة بين هذا
العالم الذي أبدعه أفلاطون والعالم الافتراضي الذي أنتجه مارك المتمثل في (الميتافيرس)،
وهل يوجد وجه مقارنة بين العالمين ، حيث أن العالمي المثالي يعتبر تمهيد للعالم
الافتراضي ، وما نعيشه داخل العالم الافتراضي هو نفسه الأسطورة الافلاطونية
(الكهف) والتي يكتشف الانسان من خلالها الحقيقة ، ويميز بين الحقيقة والخيال، وأن
هذه الثورة الرقمية الحديثة قد وجدت منذ آلاف السنين غير أنه لم يتم تطبيقها على
أرض الواقع ، وما يحدث الآن من حديث حولها ما هو إلا استعداد للعالم المثالي الذي
يتطلع إليه الوجود الانساني والذي تحدث عنه أفلاطون منذ عصور.
مشكلة الدراسة: يدور البحث حول مشكلة الوجود وأصله عند
أفلاطون، فاستكشاف أصل وجود هذا العالم فكرة أرقت الكثير من الفلاسفة قبل أفلاطون
، غير أن أفلاطون كان له رأي مختلف، وتحول جذري في فلسفة الوجود وقد كان هذا الرأي
ذا تأثير واضح على كثير من الفلاسفة فيما بعد ، لذلك ركزت هذه الدراسة على معرفة
رأيه في هذا الجانب وكيف كانت نظرته المختلفة للكون من خلال استكشافه للوجود برمته،
و كيف أنه من خلال هذا الوجود تم إبداع نظريته في عالم المثل الذي أصبح واقعا في
العالم الافتراضي اليوم، وماهي أوجه التقارب بين العالمين وما مدى اختلافهما عن
بعض، وكيف سخرت التكنولوجيا الحديثة واقعيا لتطبيق هذا العالم .
أهمية الدراسة: تكمن أهمية الدراسة في معرفة
ميتافيزيقا التفكير الفلسفي عند أفلاطون والذي تشكلت من خلاله فكرة الوجود وآرائه
في الكون والتي وجدناها بارزة في محاوراته وكتبه، وفي إلقاء الضوء على خفايا هذه
الحقائق المطوية بين دفاتره والتي انتجت لنا فلسفة عميقة ننهل منها كل علم ، وكيف
أصبح لها تأثير واقعي اليوم ، ثم أنه قد سبق عصره بوضعه نظرية المثل وإن كانت
دراساته حول هذا الموضوع لم تتطور ولم تتقدم منذ ذلك الوقت إلا أنها اليوم قيد التطبيق،
ثم معرفة ما هو الميتافيرس أو العالم الافتراضي الذي يسعى مارك لتطبيقه في حياتنا
، ومدى التقارب بين العالمين المثالي والافتراضي لنعيش واقعية غير ملموسة بين
العالمين.
أهداف الدراسة:
1.معرفة
فكرة الوجود ومن أين جاءت هذه الفكرة لأفلاطون، وكيف تكونت وما هي جذورها،
هل هي من نتاج تفكيره ؟ أم جاءت نتيجة تراكم فلسفات أخرى من السابقين له؟
2. معرفة مكانة هذه الفكرة بين محاوراته.
3.كيف قسم الوجود إلى عالمين؟ وكيف يعمل
المنهج الجدلي بين هذين العالمين؟ وما هي صفات عالم المثل لديه؟.
4.معرفة كيف تناول أفلاطون الأدلة على وجود
الله من خلال فكرة الوجود وكيف وصفه بأنه الخير الأسمى.
5.بيان فكرة العالم الافتراضي وعلاقته بعالم
المثل التي أبدعه أفلاطون ، وكيف خرج عالم المثل من الخيال إلى الواقع.
منهج الدراسة: اعتمدت هذه الدراسة على
المنهج التحليلي، وذلك تتبعا لما جاء في محاورات وكتب أفلاطون عن هذا المفهوم وهو
مفهوم الوجود ، ودراسة لتطور هذا المصطلح وتطوره التاريخي لأنه يشكل اللبنة الأولى
التي تقوم عليها فلسفته الميتافيزيقية ، وكيف أصبحت نظريته في عالم المثل الأساس
الذي بني عليه العالم الافتراضي، كذلك تم
استخدام المنهج الاستنتاجي على اعتبار أن الميتافيرس حديثة العهد بالدراسة ولا
يوجد لها مراجع ولا مصادر غير شبكات التواصل فكانت الدراسة استنتاجية بنيت على
فرضيات الباحث نفسه.
هيكلية الدراسة: تم تقسيم هذا البحث إلى
مقدمة وثلاثة أبواب في كل باب ثلاثة مباحث وخاتمة تتضمن أهم النتائج التي توصل
إليها البحث ، ثم قائمة لأهم المصادر والمراجع التي استعنت بها في هذا البحث، وجاء
تقسيم البحث كالآتي:
المبحث الأول: فكرة الوجود عند أفلاطون
المبحث الثاني: العالم المثالي وافتراضات
أفلاطون
المبحث الثالث: الله في فكر أفلاطون
المبحث الرابع: الواقعية بين العالم المثالي
والعالم الافتراضي
المبحث الأول:
فكرة الوجود عند أفلاطون
ماهية فكرة الوجود عند أفلاطون:
نحن نعلم أن لدى أفلاطون العديد من المؤلفات والتي
كانت في مجملها عبارة عن محاورات ورسائل، وتشمل المحاورات السقراطية والمحاورات
الفلسفية والجمالية والسياسية, أما فلسفته فهي عبارة عن أراءه في النفس والطبيعة
والأخلاق والمعرفة وما يسمى نظرية المثل, نظرية المثل هنا هي ما يمثل فكرة الوجود
عنده.
لذلك كانت فلسفته مثالية حاول فيها أن يتخيل "نظاماً" للوجود وأن
يرد أعمال البشر وسلوكهم إلى مقاييس من الخير والجمال, لقد أراد أن يرى العالم كما
يجب أن يكون لا كما هو فعلاً، ثم انتظر من البشر أن يسلكوا في الحياة الدنيا كما
تقضى المبادئ المثلى لا كما تملى عليهم حاجتهم الطبيعية الاجتماعية([1]).
كيف
تكونت نظرية المثل عند أفلاطون:
يقال
أن نظرية المثل ربما تعود إلى تأثير أفلاطون بفلسفات هيراقليطس وبارمنيدس([2]),
فهيراقليطس يقول أن المحسوسات في تغير متصل وأن كل شيء في هذا العالم يوجد ضده,
أما بارمنيدس فهو يقول أن صفة الوجود هو الحقيقة الثابتة وراء المتغيرات وهو
الوجود الدائم الذي هو وحده الموجود([3])،
وربما أنها من ابداع أفلاطون توصل إليها بعد تفكير وتأمل طويل في الموجودات
مكان
فكرة الوجود بين محاورات أفلاطون:
نجد
هذه الفكرة موجودة في محاورة الجمهورية و فيدون والمأدبة وفيدرس, فنجده في
الجمهورية يرى أن حقيقة وجود المثالات جميعاً مبنية على حقيقة وجود الخير الذي هو
شمس عالم المعقولات, المرتفع فوق كل كينونة وكل معرفة, وفوق كل انقسام بين المعلوم
والعالم, إنه الينبوع الفياض, المتدفق, الذي تصدر عنه جميع الموجودات , كما تصدر
الاشعة عن الشمس بدون أن يتغير جوهر هذه الشمس وينقص([4])،
وفي محاورة فيدون يقول أنه لابد لنا من أن نحكم بوجود حقائق وجودية مطلقة كالجمال
بذاته و العدالة بذاتها....إلخ وهي الحقائق التي كانت النفس قد شاهدتها في حياة
سابقة. فهذه الحقائق الوجودية هي التي توجد حقاً وكل صورة لكائن أخر لا يمكن
تفسيرها إلا باشتراكها في تلك الحقائق الأولية.
أما المأدبة وفيدرس فلا تضيفان شيئاً جوهرياً
إلى هنا المذهب بل تنبأن بأن مشاهدة تلك الحقائق الوجودية هي سعادة النفس القصوى. لذلك
نستنتج من هذه المحاورات الأربعة:-
أن عالمنا هذا الحسي, عالم الصيرورة, لا
يمكنه أن يفسر ذاته بذاته, لأن وجوده وطبيعته مستمدان من اشتراكه في الحقائق
الوجودية الأزلية, المنزهة عن كل مادة, والتي هي الشكل النهائي للوجود, أما النفس
فهي همزة الوصل بين هاذين العالمين فإن كانت تنعش الجسد وتحييه فإنها تستمد هي
ذاتها حياتها ونشاطها من مشاهدة تلك المثالات لذلك هي تنتمى إلى عالم المعقولات
أكثر مما تنتمى إلى عالم الأجساد.
المبحث الثاني: العالم المثالي وافتراضات
أفلاطون:
الوجود
يتألق من عالمين:
قسم أفلاطون العالم إلى قسمين هـما:
1. الملأ الاعلى ... "العالم المعقول –
عالم المثل"
وفيه نماذج لجميع الاجسام الموجودة في
عالمنا, إن المثل الموجودة في الملأ الاعلى هي صورة مطلقة تامة كاملة ومفارقة
"غير متصلة بمادة, بل هي صورة أو هيئة" وكل مثال هو الشيء ذاته أو حقيقة،
من أجل ذلك كان المثال نموذجاً عاماً أو فكرة عامة أو مثلاً أعلى, فهو إذاً ثابت
لا يتبدل "لأنه كامل" ولا يزول. ثم نحن لا نعرفه بحواسنا ولا بالتجربة:
إذ لا سبيل إلى اتصال حواسنا به بل نعرفه بالعقل البحث - التفكير الخالص-([5]).
2. العالم الواقع: "العالم
المحسوس" – عالم الاجسام الذي نعيش نحن فيه – إن الاجسام في هذا العالم هي
نسخ لمثلها الموجودة في عالم المثل أو التقليد لها. فكل عين – جسم ماثل – من أعيان
الموجودات هو الشي شبيه بمثاله المخصص به في الملأ الأعلى. وبما أن النسخة لا يمكن
أن تكون كالأصل, فإن الاجسام التي في عالمنا ناقصة, إنها مشوهة "مختلفة عن
مثلها الكاملة" ومتفاوتة "لا يشبه بعضها بعضاً" فالأجسام الموجودة
في عالمنا أشباح للمثل الموجودة في الملأ الاعلى وبما أنها في مادة ثم هي تتبدل
وتتفاوت فإننا نعرفها بحواسنا وبالتجربة([6]).
فإذا كان عالم المثل هو عالم الحقيقة والكمال
فإن عالمنا هو عالم الخداع والنقص , إن عالم المثل عالم حقيقي حتى ولو لم توجد به
الكائنات المحسوسة, بل إن الكائنات المحسوسة لا تنشأ إلا عن مشاركة جزء من المادة
في مثال من المثل, فيشبه به ويحصل على بعض كماله, ولكنه ليس هو إياه. إذْ لا يمكن
أن تكون المحسوسات هي المثل لأنها متصلة بمادة والمثل معقولة.
إن
عالم المثل هو عالم الافكار والمعاني , وهذا مبرر شرفه وكماله, وأما عالم المادة
فهو عالم الضلال لذلك فهو عالم مقارن للعدم.
ويترتب على ذلك أن المادة التي صُنع منها عالمنا ليست حقيقية لأنها ليست
وجوداً, وإنما هي سلب للوجود إنها عدم محض وخلاء مطلق لا صورة لها ولا قوام([7]),
ولكنها تقبل كل صورة تحل فيها لتتقوم بها مؤقتاً وتكون جسماً, فهي رخوة غير
متماسكة وتتحرك بلا نظام حركات مضطربة آلية لا غاية لها ولا تدبير في سيرها. وهذه
المادة هي اصل العالم ومصدر الكثرة فيه وسبب ما نرى فيه من نقص وخسة([8]).
نستنتج من ذلك أن ظاهر الشيء هو بالذات حقيقة الشيء فالمظهر يتغير بينما
الحقيقة ثابته, وأن عالم المثل يحتوي على الصورة الكلية لكل أصناف الموجودات
الطبيعية و المصنوعات الانسانية والقضايا والصفات وكل المفاهيم العقلية([9])،
نلاحظ أفلاطون هنا متردد ففي محاورة "فيدون" يميل إلى القول بوجود
المثال في الأشياء المحسوسة بالمشاركة وهذا السبب في أننا حين نبصر المحسوسات
نتذكر المثل وفي مواضع أخرى يقول أن المحسوسات تقترب من المثال وتحاكيه .
منهج
الجدل عند أفلاطون:
استخدام أفلاطون منهج الجدل بمرحلتين الصاعدة
والنازلة وهو عبارة عن المنهج الذي به يرتفع العقل من المحسوس إلى المعقول أي إلى
العلم بالمبادئ الأولى والحقائق الثابتة "المثل" ويصل إليه العقل بعد
إدراك العلوم الجزئية والمحسوسات المتغيرة, ثم ينزل منه إلى هذه العلوم الجزئية
يربطها بمبادئها وإلى المحسوسات يفسرها([10]).
فالجدل منهج وعلم يجتاز مراتب الوجود من أسفل إلى أعلى وبالعكس([11])
.
صفات
المثل:
المثل هي الاسس الاولى للوجود ولا أساس لها وجوهر الأشياء ولا جوهر فوقها,
ولا يحدها زمان ولا مكان فهي أزلية أبدية لا تكون ولا تفسد([12]).
وهي جواهر كلية بسيطة لا تتركب من شيء ولا تنحل إلى شيء([13])،
هي علة ذاتها وعلة الأشياء وهي ثابته لا تتغير وتدرك بالعقل لا بالحس, وهي كلية
كاملة وليست جزئية وناقصة وأنها أعداد ، تأثراً بالفيثاغوريين ([14] )،
ومثال الخير هو علة المثل , والمثل هي علة العالم المحسوس.
والمثل هي معاييرنا الدائمة , وهي النماذج الحقيقية للوجود وبحصول صورها في
أذهاننا يحصل لنا العلم فهي الموضوع الحقيقي للعمل ومعرفتها هي المعرفة اليقينية([15]).
أسطورة الكهف:
يرى
أفلاطون أن الاقتصاد في المعرفة على شهادة الحواس يؤدي إلى نتائج غير صحيحة ومن ثم
فإنه ينبغي على النفس أن ترتقي من سجون جهلها إلى العالم العقلي الاعلى, عالم
المثل ويضرب على ذلك مثالاً أسطورة الكهف التي يقول فيها.
" تصور طائفة من الناس تعيش في كهف مظلم يدخله
النور من باب في طوله, وقد سجن فيه قوم منذ الصغر, والسلاسل في اعناقهم وأرجلهم
فلا ينظرون إلا إلى الامام, وتصور أن وراءهم ناراً ملتهبة في موضع أعلى من فوقهم
وبينهم وبينهما جداراً منخفضاً, وأن أناس يمشون خلف الجدار حاملين تماثيل, فهؤلاء
السجناء لا يرون سوى الظلال التي أحدثها اللهيب المشتعل وراءهم, ثم لنفرض أن أحدهم
حلت أغلاله, ونهض واقفاً ووجد أن عينيه تتأملان لأن النور بهرهما فعجزتا عن رؤية
الأشياء التي كان يرى ضلالها فيما سلف, فهو الأن أدنى إلى الحقيقة منه قبلاً ,
لأنه اتجه نحو ما هو أكثر يقينية ووضوح, وإذا اضطر إلى إبداء رأيه في تلك الظلال
ومجادلة الاناس المقيدين, سيصبح موضوع استهزاء منهم لأنه صعد سليم النظر وعاد
عليه"([16]).
المبحث الثالث: الله في فكر أفلاطون:
الله
والأدلة على وجوده:
افلاطون كان يشعر بضرورة وجود كائن مطلق,
شخصي ولكنه كان يخشي في آن واحد أن يدمجه في عداد آلهة الاساطير
"ميتولوجيا" إذْ هو نسب إليه الوجدان الباطن الحر الذي ينسب إلى كل شخص([17]).
فأفلاطون قبل بفكرة تعدد الآلهة "قوى الطبيعة" التي كان قومه
اليونان يقولون بها ولكنه أنكر التشبيه "التجسيم", وأفلاطون لم يخص الله
في فلسفته ببحث كامل, وما القول بأن الألوهية عند أفلاطون هي الخير المحض إلا
استنتاج من عدد من أقواله المتفرقة لم ينص عليه أفلاطون نفسه صراحة([18])،
مقصد أفلاطون من ذلك هو أن التفسير النهائي للوجود على حد قوله في محاورة فيدون
"أن الخير رباط كل شيء وأساسه" من حيث أن العلة الحقة عاقلة, وأن العاقل
يتوخى الخير بالضرورة([19]).
ومن الأدلة على وجود الله عنده, حركة هذا العالم " فليس من الممكن أن
يكون العالم هو الذي يحرك نفسه" ثم النظام السائد في هذا العالم ثم العناية
التي جعلت في كل شيء في هذا العالم منفعة وحكمت([20]).
هذا وإن المادة كانت تتحرك حركة عشوائية غير
منظمة إلى أن تدخل الصانع لكي ينظم الكون تنظيماً يظهر فيه أثر العقل والروية
والغائية, فتكونت جزئيات من المادة وتميزت في أشكال مختلفة حتى نشأت العناصر
الأربعة الماء – الهواء – التراب – النار([21]).
ومن هذه العناصر خلق الصانع جسم العالم وجعله
على شكل الكرة احسن الاشكال, كما صنع الاشياء فيه على نماذج المثل, لكن جميع
الأشياء في العالم تظل تقليداً ناقصاً لعالم المثل أو نقلاً مبتوراً عنه, وهذا
النقص لم يكن لعجز في الصانع بل لضعف في طبيعة المصنوع.
فإذا لم يكن العالم كاملاً فهو قريب من الكمال على كل حال أو قل هو تقليد
للكمال, فليس في الامكان ابدع مما كان. وهذا العالم متحرك ومحسوس , لذلك فقد خلق
الصانع الزمان وجعله صورة متحركة للأبدية . واختار مقاييس للزمان حركات الكواكب
وقد أنشأ لها الصانع اجساماً نارية كروية خالدة وجعل لها نفوساً خالدة تقوم
بتحريكها حركات منتظمة خالدة ولذلك تسمى بالأحياء الخالدة([22]).
والعالم واحد له افلاك بعضها في جوف بعض,
والارض تقوم في مركز العالم , وهي مقر الجنس البشري وموطن الحيوان والنبات وهاذان
الجنسان انما جعلا لغذاء الانسان ومنفعته, والارض كروية ثابته في مكانها لا تتحرك,
والأفلاك تسعة كل واحد منها في جوف الأخر على الترتيب التالي: الثوابت – زحل –
المشتري – المريخ – الشمس – الزهرة – عطارد – القمر , ويقع خارجها جميعاً الفلك
المحيط وكلها تدور حول الأرض ولكل منها نفس تحركه ويتفاوت هذا العالم في الشرف
والتربية, فكلما اقترب من فلك الثوابت ازداد سمواً ورفعه وكلما اقترب من الارض
ازداد خسة وقل نصيبه من الطهر وبهذا الوضع كان العالم تام النظام([23]).
وقد اختار افلاطون لهذا العالم: الشكل الكروي
والحركة الدائرية عملاً بمبدأ: الافضل" الذي ينادي به." أفضلية الحركة
الدائرية والصورة الدائرية على غيرها من الحركات والصور, افضلية الشكل الكروي على
غيره من الأشكال والحجوم, أفضلية ما هو فوق على ما هو تحت , وما هو على اليمين على
ما هو على اليسار وما هو أمام على ما هو تحت"([24]).
الخالق:
النفس الإلهية أو الألة الصانع علة مباشرة في
وجود العالم كما يقول أفلاطون في محاورة تيماوس ولكنها لا تقوم بوظيفتها إلا
بالاستعانة بعالم المثل أو النماذج والعلل الغائية([25]).
إن الصانع الذي أحدث هذا الوجود كله كامل برئ
من نواحي النقص والحسد وقد أراد أن يكون ما يصنعه شبيهاً به قدر الامكان فأوجد هذا
العالم " كائنا واحداً حيا عاقلاً" على غير مثال سبقه في الوجود ولكن
على ما عقله هو: على مثال الكمال المطلق وقد جعله كروي الشكل – لأن الكرة أجمل
الأشكال – متجانساً منسق الحركات وجعله يدور على نفسه في المكان الذي هو فيه, فالعالم
بهذا النظر وجود عاقل وألوهية سعيدة, ومع أن العالم بجملته مخلوق محدث فإنه بجملته
أيضاً باقٍ وراءه ما يؤثر فيه, فلا يصيبه هرم أو شيخوخة ولا يتعلق به مرض أو عجز
ولا يتطرق اليه تفاوت أو اختلاف .
ولهذا العالم نفس سابقة على جسمه في الوجود صنعها الله من مزيج: من جوهره الإلهي
البسيط ومن الجوهر الطبيعي المتكرر والمنقسم ثم أحاط بها العالم المادي وجعلها
تدور وتدير العالم معها([26]).
ذكر أفلاطون في محاورة "تيماوس"
التي خصصها لتفسير التكوين الطبيعي للعالم أن الصانع قد أحدث العالم محتذياً المثل
أي أنه ركب الصور مأخوذة عن المثل في المادة الخام, ومن هنا ظن البعض أن أفلاطون
يقول بحدوث العالم والواقع أن الصانع الذي يشكل موجودات العالم محتذياً المثل إنما
يضع الصور في المادة القديمة التي كانت موجودة قبل تشكيل الصانع لها, إن الصانع
مصدر الخير, والخير لا ينتج الا عن الخير, فكيف يمكن إذاً أن يخلق المادة وهي شر
ومصدر للشر؟ ثم إنه لا معنى للقول بالقبلية أو البعدية قبل أن يخلق الزمان, فقد
كان زمان الموجودات الأرضية من عمل الصانع إذْ أنه قد وُلد بميلاد العالم المحسوس
فهو الصورة المتحركة للأبدية التي يتصف بها العالم المعقول. إن الصانع قد ركّب
الزمان في العالم أسوة بصورة الاله "كرونوس" وهذا الاله يشير أيضاً إلى
الزمان الأزلي فكأن الصانع بذلك قد منح العالم صورة الأزلية.
الله والوجود "علة ومعلول":
لقد حاول أفلاطون بنظرية المثل أن يصل إلى السبيبة الحقيقية للأشياء وهي
المشكلة التي لم يستطيع حلّها الطبيعيون الاوائل فأوجد هذا المبدأ الأساس: "
إن علة الشيء الجميل هو الجمال في ذاته, مثال الجمال وليس هناك علة أخرى سوى هذا
أو بمعنى أدق أن العلة الحقيقية لكل شيء هو مشاركته في مثال, فبالجمال بالذات تكون
الأشياء الجميلة جميلة وبالكبر بالذات تكون الأشياء الكبيرة كبيرة" ([27]).
إن
هذا الوجود المحسوس في عالمنا لواقع يتألف من أجسام ناقصة مشوهة, هذه الاجسام لا
يمكن أن تكون قد أوجدت نفسها, فلا بد إذاً من أن يكون لها موجد فهي من أجل ذلك
حادثة وكل ما هو حادث فإنه قد حدث بالضرورة عن علة, والعالم بجملته – المعقول منه
والمحسوس – حادث ولابد من أن يكون الحدوث قد بدأ من طرف أول, من نقطة أولى([28])
.
إذا لابد للعالم من علة تحركه وهذه العلة هي نفس العالم أو النفس الكلية.
ويعرفها في "النواميس" بأنها الحركة التي تحرك ذاتها بذاتها لا بعلة
أخرى زائدة عليها, لأن كل ما هو متحرك فإنه يفترض علة لحركته, وهذه العلة معلولة
لعلة أخرى وهكذا حتى ينتهي الأمر إلى حركة لا علة بها([29]).
"
إن "الخير" نفسه أسمى من أن يوجد مع الوجود الحقيقي بل هو يفوقه فعلاً
قوة وسموّاً ". وقصارى القول أن ما يثبته أفلاطون في كلامه على الخير يدل على
أن هناك في نظره قوة الهية عقلية تهيمن على كل ما هو موجود وحادث في هذا العالم,
فالخير عنده مبدأ العلم بالأشياء وعلة وجودها معاً, وهو ذروة سلم الوجود والموضوع
النهائي للتأمل والعشق([30]).
المبحث الرابع: الواقعية بين العالم المثالي
والعالم الافتراضي
فكرة
الميتافيرس:
لقد تطور
العلم الحديث وأصبحنا اليوم ننتظر تطبيق (الميتافيرس) أو العالم الافتراضي، وبعد
أن أصبح عالم أفلاطون المثالي من العوالم الخيالية الغير موجودة في هذا العالم ولا
يستطيع الانسان أن يعيشها في الواقع ، ها هي اليوم تفرض نفسها بالتطبيق في هذا
الواقع الافتراضي معا ، وأقول أنه واقع وافتراضي في نفس الوقت لأنك من تقرر وضعه
بنفسك وتستطيع تطبيقه بنفسك، غير أنه غير حقيقي، فتخيل أن تكون قادر على تأدية
عملك وتكون حاضر فيه بشكل افتراضي مع أنك تكون في الواقع وفي حقيقة الأمر داخل
منزلك .
تعريف الميتافيرس:
ميتافيرس وبالانجليزية: (Metaverse)،
هي كلمة تتكون من شقين الأول meta (بمعنى ما وراء، أو الأكثر وصفا)، والثانيverse
(بمعنى مصاغ من الكون)، وهو عالم رقمي يتم فيه دمج العالمين الحقيقي والافتراضي
معا.
الميتافيرس مصطلح مرتبط بالخيال العلمي، وقد
ظهر للمرة الأولى في عام 1992م، وقد تمت صياغة هذا المصطلح على يد Neal Stephenson في روايته التي تحمل الاسم Snow
Crashوهو الذي عبر حينها عن عالم افتراضي يمكن
للبشر التفاعل مع بعضهم فيه([31])،
وهو سلسلة من العوالم الافتراضية التي تضم
تفاعلات لا حصر لها من المستخدمين من خلال الأفتار([32])الخاص
بكل مستخدم والتي ربما لن تقتصر على ممارسة الالعاب والترفيه فقط، بل ستتيح هذه
التقنية كذلك العديد من التفاعلات الخاصة بالأعمال، كما أن الميتافيرس هو رؤية
جديدة للمستقبل وهو ما يراهن عليه (مارك زكربيرج)([33])
ويصفه بأنه الثورة المقبلة في تطور الانترنت، فالواقع الافتراضي هو عبارة عن تجربة
العيش في واقع غير موجود ، وهو واقع مبني باستخدام الحاسب والذي يسمح لك بتجربته
ضمن عالم ثلاثي الأبعاد وللدحول إلى هذا العالم يجب ارتداء نظارات خاصة تدعى
نظارات العالم الافتراضي والتي تسمح بعرض المشاهد أمامك وتقوم بتتبع حركتك فيه.
ويعتبر الميتافيرس عالما اختياريا يبنى وفق
رغبات مستخدميه ، فيستطيع الأفراد إنشاء عالمهم الخاص بهم ، وقد قسمها (زوكربرج)
حتى الآن إلى 3 عوالم أو آفاق كما أطلق عليها، وهي: آفاق العمل، وآفاق المنزل،
وأفاق العالم، ومن داخل آفاق المنزل مثلا يستطيع المستخدم إنشاء نسخة افتراضية
تطابق منزله الأصلي ويستطيع التجول فيها بمجرد ارتداء نظارة الواقع الافتراضي ومن
ثم يستطيع أن يدعو زملاءه عبر الميتافيرس إلى قضاء وقت داخل المنزل أو مشاهدة
مباراة كرة قدم أو حتى استذكار الدروس والمراجعة.
الخيال العلمي والعالم المثالي:
هل تطور العالم المثالي الذي ابدعه أفلاطون
على يد مارك وأصبح حقيقة واقعية يمكن تطبيقها من خلال الخيال العلمي المتطور؟ أرى
أن مارك أصبح يمثل أفلاطونا جديدا عند الفلاسفة المعاصرين، ما يعني أن العقل
البشري لم يخلق عبثا، العقل البشري دائما يتطلع إلى التطور والتقدم وهذا ما نلاحظه
هنا من خلال التقارب الفكري بين العالمين، إن محاولة مارك تقريب التصور الذهني لدى
المستخدمين من خلال التعامل والتعايش داخل الميتافيرس ، هي نفس محاولة أفلاطون في
ربط خيال الشخص بالعالم المثالي من خلال وضع مثال لكل شيء موجود في العالم الواقعي
، غير أن الاختلاف بينه وبين مارك هو أن مارك قد طبق هذا العالم تطبيقا واقعيا
ملموسا من خلال التطور الرقمي والعلمي ، فشبه الأمر بتحويل الانترنت إلى مجتمع
يحيط بك بواسطة خاصية ثلاثية الأبعاد ومن ثم يدخل المستخدم إلى هذا العالم ليجد
نفسه داخل مجموعة من العوالم الافتراضية المترابطة التي لا نهاية لها كما يمكنه
الالتقاء بعدد كبير من الناس والتعامل معهم ، ولا يقتصر المجتمع الافتراضي على
المعاملات الاجتماعية فقط، بحيث يمكنك أيضا اللعب والعمل وعقد اجتماعات العمل بشكل
افتراضي ، وتدريجيا ستتأثر جميع أنشطة الانسان التي يمارسها مستخدم الانترنت داخل
العالم الافتراضي.
تخيلوا عالما رقميا يمكنكم أن تعيشوا فيه
حياة موازية من دون مغادرة المنزل، هذا العالم قفزة كبيرة في تطور الشبكة
العنكبوتية . وبصورة تدريجية يفترض أن تسمح الشاشات والصور المجسمة(هولوغرام) وخوذ([34])الواقع
الافتراضي ونظارات الواقع المعزز بتنقلات مرنة بين العالم الافتراضي والأماكن
المادية، بما يشبه التنقل عن بعد ، وفق(زوكربيرغ) الذي يأسف لمحدودية الهواتف
الذكية في توفير النفاذ إلى المساحات الرقمية.
إن تكنولوجيا الواقع الافتراضي تعتبر من أبرز
ما توصل إليه العصر الحالي فهي وسيلة ستنقل حياة الفرد إلى مستوى جديد ومتقدم، فتتعدد
بذلك منافع تكنولوجيا الواقع الافتراضي، فبمجرد استخدامك لتلك التكنولوجيا تكون
قادرا على مواكبة المفاهيم الحديثة والمشاركات بشكل فوري مع كل المجالات
والتخصصات، فهي تساعدك على تطوير الأمور المعرفية والمهارات الخاصة ، والقدرة على
الابداع والابتكار ، وتحسين التركيز ، وفهم أفضل للمفاهيم المعقدة، مع التغاضي هنا
عن سلبيات هذا العالم ، لأن هناك العديد من سلبيات هذا العالم والتي لا يسع المجال
لذكرها هنا .
نتائج البحث:
-لقد سبق أفلاطون العالم ونظريات العلم
الحديثة بإبداعه نظرية المثل والتي أصبح تطبيقها تطبيقا فعليا في الوقت المعاصر
تحت مسمى العالم الافتراضي ، غير أن العالم المثالي هو مثالات للموجودات في العالم
الواقعي ، والعالم الافتراضي هو ما يسعى الانسان أن يعيشه في الواقع وما يتمناه،
فكان التعايش مع المثال داخل العالم الافتراضي من أسهل ما يكون اليوم.
-من مقاربات هذه الدراسة كيفية تطبيق العالم
المثالي داخل العالم الافتراضي ومدى تمازج العالمين وتقارب فكرتيهما ، مع أن
العالمين خياليين لا وجود حقيقي لهما.
-هناك تشابه كبير أيضا بين أسطورة الكهف
الافلاطونية والتي يعيش من خلالها الاشخاص المكبلون بالأغلال ولا يعرفون الحقيقة
إلا إذا أداروا ظهورهم للنور ، وبين العيش داخل العالم الافتراضي والذي لا يوجد
داخله أي حقيقة ملموسة لتكتشف عند خروجك منه أنه مجرد خيال وليس حقيقة.
-إن مشروع الميتافيرس أحد مشروعات الفيس بوك الواعدة
لكنها مازالت قيد الاختبار، وإن اكتمل فإن التطور سوف تقابله مقاومة من التيار
الانساني التقليدي الذي يرفض هذه السرعة المبالغ فيها في التطور ، ويثمن الحياة
التقليدية في كثير من جوانبها.
-لم يكن من المتوقع أن تتحول كثير من أفكار أفلام الخيال
العلمي إلى واقع، أو أن تكون نظرية المثل والعالم المثالي الذي أنشأه أفلاطون إلى
حقيقة معاشة سهلة التطبيق كواقع افتراضي.
-تصيغ تطورات التقنيات الرقمية عالمنا اليوم كما تعمل هذه
التقنيات على تعزيز رفاهية الانسان باستمرار من خلال رفع كفاءة الحياة من جميع
جوانبها وتحقيق هذا المستوى المعيشي بأسعار في متناول الجميع ، ومن شتى الطبقات
الاقتصادية والطبقات الاجتماعية ، الأمر الذي يسهم بشكل إيجابي في ترسيخ المساواة،
من خلال هذا العالم الافتراضي.
قائمة المصادر والمراجع:
1.(أفلاطون)، الجمهورية الأفلاطونية – نقله إلى العربية الاستاذ
الشيخ حنّا خبّاز – الطبعة الثالثة – المطبعة المصرية مصر.
2. الفلسفة اليونانية تاريخها ومشكلاتها – د. أميرة حلمي
مطر – دار قباء – الطبعة سنة 1998.
3. تاريخ الفلسفة اليونانية – د. يوسف كرم – مطبعة لجنة
التأليف والترجمة والنشر – الطبعة الخامسة سنة 1966.
4. تاريخ الفلسفة اليونانية – محمد مرحبا – مؤسسة
عزالدين للطباعة – بيروت – الطبعة الاولى – سنة 1414ه – 1993م.
5. افلاطون "سيرته – آثاره – مذهبه الفلسفي" ,
الأب جيمس فينيكان اليسوعي – دار المشرق – بيروت – الطبعة الأولى – سنة 1991.
6. من الفلسفة اليونانية الى الفلسفة الاسلامية محمد
مرحبا – عويدات للنشر والطباعة – المجلد الاول – بيروت لبنان – الطبعة سنة 2000.
7. في الفلسفة مدخل وتاريخ – د. محمد كمال جعفر – د. حسين
عبداللطيف – مكتبة دار العروبة – الكويت – الطبعة سنة 1981.
8. دراسات في تاريخ الفلسفة العربية – د. كامل حّمود دار
الفكر اللبناني – بيروت – الطبعة سنة 1990-1991.
9. المنهاج الجديد في الفلسفة العربية – د. عمر فرّوخ
دار العلم للملايين – الطبعة الثانية – بيروت – لبنان , سنة 1981.
10. تاريخ الفلسفة العربية – دار الكتاب العالمي – بيروت – الطبعة الثالثة – سنة 1995.
[1] .عمر فروخ، المنهاج الجديد في الفلسفة العربية،
1981م، ص29، 30.
[2] .كامل حمود، دراسات في تاريخ الفلسفة العربية،
1990م، ص32.
[3] . محمد كمال جعفر، حسين عبد اللطيف، في الفلسفة
مدخل وتاريخ، 1981م، ص31.
[4] .الأب جيمس فنيكان اليسوعي، أفلاطون، 1991م،
ص74.
[5] .عمر فروخ ، المنهاج الجديد في الفلسفة العربية،
ص32.
[6] .المرجع نفسه، ص33.
[7] .محمد مرحبا، من الفلسفة اليونانية إلى الفلسفة
الإسلامية، 2000م، ص131، 132.
[8] .المرجع نفسه، ص132.
[9] .كامل حمود، ص32.
[10] .محمد جعفر، حسين عبد اللطيف، في الفلسفة مدخل
وتاريخ، ص140.
[11] .يوسف كرم ، تاريخ الفلسفة اليونانية، مطبعة
لجنة التأليف والترجمة والنشر، ط5، 1966م، ص68.
[12] .محمد مرحبا، تاريخ الفلسفة اليونانية، مؤسسة عز
الدين للطباعة ، بيروت ، لبنان، ط1، 1414هـ، 1993م، ص238.
[13] .محمد مرحبا، من الفلسفة اليونانية إلى الفلسفة
الإسلامية، ص
[14] .كامل حمود، دراسات في تاريخ الفلسفة العربية،
ص33.
[15] .محمد مرحبا، من الفلسفة اليونانية إلى الفلسفة
الإسلامية، ص130.
[16] .أفلاطون، الجمهورية الافلاطونية، نقله إلى
العربية: حنا خباز، ط3، المطبعة المصرية ، مصر، د. ت، ص167.
[17] .اليسوعي، أفلاطون، ص81.
[18] .عمر فروخ، المنهاج الجديد في الفلسفة العربية، ص35.
[19] .يوسف كرم، تاريخ الفلسفة اليونانية، ص82.
[20] .عمر فروح، المنهاج الجديد في الفلسفة العربية،
35.
[21] .محمد مرحبا، من الفلسفة اليونانية إلى الفلسفة
الإسلامية، ص133.
[22] .المرجع نفسه، ص133.
[23] .المرجع نفسه ، الصفحة نفسها.
[24] .المرجع نفسه، الصفحة نفسها.
[25] .أميرة حلمي مطر، الفلسفة اليونانية
ومشكلاتها، ص.
[26] .عمر فروخ، المنهاج الجديد في الفلسفة
العربية، ص34.
[27] .محمد كمال جعفر، حسين عبد اللطيف، في الفلسفة
مدخل وتاريخ، ص143.
[28] .عمر فروخ، المنهاج الجديد في الفلسفة العربية،
ص33، 34.
[29] .محمد مرحب، من الفلسفة اليونانية إلى الفلسفة
الإسلامية، ص134.
[30] .جميل صليبا، تاريخ الفلسفة العربية، دار الكتاب
العالمي، بيروت، لبنان، ط3، 1995م، ص44.
[31] .رواية( نيل ستيفنسون) المعنونة
بـ( تحطيم الثلج)، والتي نشرت في الولايات المتحدة الامريكية عام 1992م، تغطي التاريخ واللغويات
والانثروبولوجيا وعلم الآثار والدين وعلوم الكمبيوتر والسياسة والتشفير وعلم
الذاكرة والفلسفة، كما تحدث فيها عن القرصنة الحاسوبية واستعمال السيف لإيقاف
انتشار فيروس خطير قامت باطلاقه جماعة دينية متشددة، وتدمج هذه الرواية ما بين علم
الحاسوب والأساطير القديمة، وقد نجح بتوقع ظهور ما يشبه شبكات التواصل الاجتماعي
والعملات الالكترونية وخرائط غوغل في المستقبل.
[32] .الأفتار: هو تجسيد لرواية
الخيال العلميSnow Crash والتي تدور أحداثها حول تفاعل
البشر ، من خلال الشبيه الافتراضي (أفاتار) ،ويحتضن هذه التفاعلات والتعاملات فضاء
افتراضي ثلاثي الأبعاد مدعوم بتقنيات الواقع المعزز، فيما يشبه إلى حد كبير العالم
الحقيقي.
[33] .مارك زكربيرج: مؤسس الفيس
بوك.
[34] . الخوذ: جمع مفرده خوذة وهي
القبعة الواقية ، وتستخدم هنا للتعايش في هذا العالم الافتراضي والتعامل مع
الآخرين.
***********************************************************************
ملاحظة: هذه الدراسة منشورة مسبقًا في العدد عشرون سبتمبر 2022م من مجلة أبحاث الصادرة عن كلية الآداب جامعة سرت، وتم النشر بعد طلب الكاتبة بإعادة النشر تعميمًا للفائدة