الفلسفة والذكاء الاصطناعي ـ منتظر كاظم

 الفلسفة والذكاء الاصطناعي

منتظر كاظم[*]

اتحاد الفلاسفة العرب

تشابكت الأذواق، وبُعثرت قيم الجمال، وتلاشت أبجديات الفن. كلها دلائل صاغت لنا مفهوم اللا معنى والتشظي واللا مهم في عالم اليوم. صناعة أودت بالذوق إلى القباحة، وخلطت التكنولوجيا ذات الاستخدام السيء بالفكر السطحي؛ لتخرج لنا بقيم جديدة، ضاعت بها بوصلة الجمال، وغابت عنها روحية التحضر والاستمتاع التي أودت بنا إلى فقدان السيطرة على العمل الفني سواء كنا فاعلين أو متلقين. فاقتحام البرمجة قد شظى الأنساق، ومستمر في تغييب معاني السينما والصورة والرسم. وذلك ما نتج عن واقع فني بدأ ينحدر إلى البدائية الأولى في استيعاب الاشخاص وقابليتهم على البحث عن الجميل والممتع، كل تلك الظروف والعوامل هي مساحة من العموم الذي بات يفتقد للكثير من الأصالة.

إن معالجة تلك الإشكاليات بحاجة إلى توعية مجتمعية تبدأ من الجماليات البسيطة والهوامش الدقيقة في عالمنا وصولاً إلى القيم العليا والقضايا المهمة المؤثرة في جوانبنا على كافة الأصعدة، وكذلك السعي إلى تحجيم بعض أدوار التأثير التكنلوجي في مساحاتنا المجتمعية من خلال القوانين التي تكبح جماح الإفراط في عرض وإباحة كل شيء على المستوى العام، فمحكومية النظام هي الفيصل في إخراج ما يلائم الذوق ويضع أدبيات العمل في مقدمة الشروط التي يجب توافرها في كل ما يُطرح ويُنتج.



[*] ) باحث عراقي

أحدث أقدم